التناسب اللفظي.. في القرآن

                       التناسب اللفظي.. في القرآن

للقرآن روعة تهتز لها النفوس، ووقْعٌ تخشع له القلوب، وقد عبَّر سبحانه عن هذا الوقع، وتلك الروعة، فقال: ﴿ الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ﴾ (الزمر: 23).


بل إن الجماد نفسه ليتأثر بروعة هذا القرآن، ﴿ لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله ﴾ (الحشر: 21)، حتى إن الجن لما استمعت لهذا القرآن عجبت لأمره، وقالت: ﴿ إنا سمعنا قرآنا عجبا ﴾ (الجن: 1)



 وكان مشركو العرب أهل بلاغة وفصاحة، استشعروا عظمة القرآن في نفوسهم، وعرفوا أثره في قلوبهم، غير أن كبرهم منعهم من الإيمان به، وعنادهم صدهم عن الاستسلام له، حتى قالوا ﴿ للحق لما جاءهم إن هذا إلا سحر مبين ﴾ (سبأ: 43)



 وقد استطاع الوليد بن المغيرة يوم سماعه القرآن، أن يصف بدقة بالغة أثره في النفوس، حيث قال: (والله إن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أسفله لمغدق، وإن أعلاه لمثمر، وما هو بكلام بشر) .



 وكان أشد الناس إعراضاً عن هدي السماء، لا ينجو من تأثير القرآن في نفسه، فهذا عمر رضي الله عنه لما سمع القرآن قبل أن يُسلم، انخلع قلبه من الكفر والشرك وأقرَّ بالإسلام ديناً.

وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيًّا ورسولاً؛ وهذا أبو ذر رضي الله عنه لما سمع القرآن آمن بما فيه، واستسلم لنور الهداية، بعد إعراض ونفور.



وكل منصف للحقيقة يُقرُّ أن الأسلوب الذي جاء عليه القرآن الكريم، والنسق الذي صيغت عليه آياته، أمر في غاية الروعة والبيان، ولا عجب في ذلك، فهو كلام رب العالمين، وهو ﴿ أحسن الحديث ﴾ (الزمر: 23)، ﴿ومن أصدق من الله حديثا﴾ (النساء: 87)



وقد تحدث العلماء قديماً وحديثاً عن الأسباب التي جعلت من القرآن يؤثر هذا التأثير بسامعيه وقارئيه، فأرجع بعضهم ذلك إلى جانب التعبير اللفظي، وأسلوب الصياغة، والتناسب الصوتي؛ وأرجعها آخرون إلى جانب النظم، وأحوال التراكيب، كالتقديم والتأخير، والحذف والذكر، وتفصيل العبارة بحسب مقتضاها؛ وأرجعها فريق ثالث إلى جوانب أخرى بالإضافة إلى هذين الجانبين.



 وكان من أنصار الاتجاه الأول الجاحظ والرماني، وكان من أنصار الاتجاه الثاني عبد القاهر الجرجاني، صاحب كتاب "دلائل الأعجاز" الذي ضمنه ما يسمى بـ (نظرية النَّظم) .



 وقد أولى المعاصرون من المهتمين بالدراسات القرآنية هذا الجانب عناية خاصة، وأبرزوا تلك الخصائص الجمالية التي تضمنها القرآن، سواء في جانب اللفظ والعبارة، أم في جوانب النظم والتركيب، أم في جانب الصوت والإيقاع.



فـ الزرقاني وهو يتحدث عن خصائص النظم القرآني، ويجعل في مقدمتها ما سماه (مسحة القرآن اللفظية)، يقول: " إنها مسحة خلابة عجيبة، تتجلى في نظامه الصوتي، وجماله اللغوي ".



ويقول سيد قطب في "ظلاله": " إن في هذا القرآن سراً خاصاً، يشعر به كل من يواجه نصوصه ابتداء، قبل أن يبحث عن مواضع الإعجاز فيها. إنه يشعر بسلطان خاص في عبارات هذا القرآن. يشعر أن هنالك شيئاً ما وراء المعاني التي يدركها العقل من التعبير.

وأن هنالك عنصراً ما ينسكب في الحس بمجرد الاستماع لهذا القرآن. يدركه بعض الناس واضحاً، ويدركه بعض الناس غامضاً، ولكنه على كل حال موجود. هذا العنصر الذي ينسكب في الحس، يصعب تحديد مصدره: أهو العبارة ذاتها؟ أهو المعنى الكامن فيها؟ أهو الصور والظلال التي تشعها؟

أهو الإيقاع القرآني الخاص المتميز من إيقاع سائر القول المصوغ من اللغة؟ أهي هذه العناصر كلها مجتمعة؟ أم إنها هي وشيء آخر وراءها غير محدود؟ ! ".



ولا شك، فإن روعة القرآن وتفرده تأتي من هذه الأمور مجتمعة، ولا يمكن إرجاع روعته وتفرده إلى جانب واحد من تلك الجوانب المشار إليها، غير أن الجانب اللفظي واللغوي من القرآن كان له نصيب لا يستهان به في روعة هذا القرآن وفرادته؛ ذلك أن القرآن نزل على أمة تقيم وزناً للكلمة.

وتهتم بشأن اللغة بياناً وأسلوباً غاية الاهتمام، وأي شيء في تاريخ الأمم - كما يقول الرافعي - أعجب من نشأة لغوية، تنتهي بمعجزة لغوية.



 وإذا تبين أهمية الجانب اللفظي في إظهار روعة القرآن على وجه الإجمال، نتقدم خطوة أخرى لنقف بشيء من التفصيل على ظاهرة (التناسب اللفظي) في القرآن، فنعرفه بداية، ونذكر أنواعه، ونمثل له أمثلة توضح المقصود منه، فنقول:



 لم نقف على تعريف محدد لمصطلح (التناسب)، وأقرب ما وقفنا عليه ما ذكره الشيخ الشنقيطي صاحب "أضواء البيان"، حيث قال: " مراعاة النظير، ويسمى التناسب والائتلاف.. . وضابطه: أنه جمع أمر وما يناسبه لا بالتضاد "، وحاصل ما ذكره الشنقيطي:  أن التناسب هو التوافق والانسجام بين مجموعة من الألفاظ، بحيث يكون كل لفظ منها موافقاً لغيره، من غير تنافر، ولا تضاد.



 والتعبير الدارج عند البلاغين والمفسرين عن مصطلح (التناسب) هو مصطلح (المشاكلة)؛ و(المشاكلة) أصل من أصول العربية، تُطْلَب في الكلام، ويُترك لأجلها ما يقتضيه الميزان الصرفي أو القاعدة الإعرابية، ويقصدها الفصحاء والبلاغيون؛ لما لها من قيمة جمالية.



 وقد أكد أهل العربية هذا الأصل، فقالوا: " قد تحدث أشياء توجب تقديم غير الأصل على الأصل للتشاكل، وهو ما يوجب الموافقة ".



 ومن الأمثلة التي يذكرونها على (التناسب)، قوله تعالى: ﴿أولم يروا كيف يبدئ الله الخلق ثم يعيده﴾ (العنكبوت: 19)، قالوا: إن الفصيح في (بدأ يبدأ) الثلاثي، ولم يُسمع (أبدأ) الرباعي، لكن فَصُح استعمال الرباعي في الآية ﴿ يبدئ ﴾ مضارع (أبدأ)؛ لمناسبته لقوله تعالى: ﴿ يعيده ﴾، إذ هو من (أعاد) الرباعي.



 ثم إن التناسب على أنواع:



 فهناك تناسب الجزاء، وهذا النوع من التناسب يكثر وقوعه في الآيات التي تضمنت الإشارة إلى جزاء الله على الأفعال السيئة؛ كالاستهزاء، والخداع، والمكر، والنسيان، ونمثل لكل منها بمثال:



 فمن أمثلة الاستهزاء قوله تعالى: ﴿وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون * الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون﴾ (البقرة: 14- 15)، فقد صرحت الآية باستهزاء الله سبحانه بهؤلاء المنافقين، الأمر الذي قد يستشكله البعض، ويقول: كيف يكون استهزاء منه سبحانه؟ يجيب عن هذا التساؤل القرطبي قائلاً:

"وإنما قاله ليزدوج الكلام، فيكون أخف على اللسان من المخالفة بينهما. وكانت العرب إذا وضعوا لفظاً بإزاء لفظ جواباً له وجزاء، ذكروه بمثل لفظه، وإن كان مخالفاً له في معناه، وعلى ذلك جاء القرآن والسنة ". وقال الشوكاني:  " فلا يسند إلى الله سبحانه إلا على طريق المشاكلة ".

وقال ابن عاشور:  هذا " تمثيل لمعاملة الله إياهم في مقابلة استهزائهم بالمؤمنين، بما يشبه فعل المستهزئ بهم، وذلك بالإملاء لهم حتى يظنوا أنهم سلموا من المؤاخذة على استهزائهم، فيظنوا أن الله راض عنهم"، إلى أن قال: "ويُحِّسن هذا التمثيل ما فيه من المشاكلة".



وقال تعالى: ﴿ يخادعون الله وهو خادعهم ﴾ (النساء: 142)، ويثار هنا من السؤال ما أثير في الآية السابقة؛ إذ لا شك أن الخداع من صفات البشر، ولا يليق أن يوصف به الخالق سبحانه، وإذا كان الأمر كذلك.

كان معنى ﴿ وهو خادعهم ﴾، كما قال أبو حيان:  " أي: منـ زل الخداع بهم، وهذه عبارة عن عقوبة سماها باسم الذنب". وقال ابن عاشور:  " إسناد خادع إلى ضمير الجلالة إسناد مجازي اقتضته المشاكلة.. . فالمشاكلة ترجع إلى التمليح، أي: إذا لم تكن لإطلاق اللفظ على المعنى المراد علاقة بين معنى اللفظ والمعنى المراد إلا محاكاة اللفظ، سميت مشاكلة كقول جحظة البرمكي: 



 قالوا: اقترح لوناً يُجاد طبيخه قلت: اطبخوا لي جُبَّة وقميصاً "



 فاستعمل الشاعر الفعل (اطبخوا)، مع أن الجبة والقميص تخاط خياطة؛ ليناسب قوله أولاً: (طبيخه) .



 وقوله تعالى: ﴿ ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين ﴾ (آل عمران: 54)، قال أبو حيان:  " (ومكر الله):  مجازاتهم على مكرهم، سمى ذلك مكراً؛ لأن المجازاة لهم ناشئة عن المكر…وكثيراً ما تسمى العقوبة باسم الذنب، وإن لم تكن في معناه".



 وقوله تعالى: ﴿ نسوا الله فنسيهم ﴾ (التوبة: 67)، قال ابن عباس رضي الله عنهما وغيره: (يتركهم في العذاب كما تركوا النظر للقاء هذا اليوم)، قال أبو حيان:  " وإن قُدِّر النسيان بمعنى الذهول من الكفرة، فهو في جهة الله تسمية العقوبة باسم الذنب ".



 ومما هو من قبيل تناسب الجزاء غير ما تقدم، قوله تعالى: ﴿وإن تعودوا نعد﴾ (الأنفال: 19)، وقوله سبحانه: ﴿ إنهم يكيدون كيدا * وأكيد كيدا ﴾ (الطارق: 15- 16)، وقوله تعالى: ﴿فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم﴾ (الصف: 5)، وقوله سبحانه: ﴿ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم﴾ (التوبة: 127) .



قال الطبري في بيان هذا النوع من التناسب - تناسب الجزاء -:  أخرج خبره عن جزائه إياهم وعقابه لهم، مخرج خبره عن فعلهم الذي عليه استحقوا العقاب في اللفظ، وإن اختلف المعنيان، كما قال جل ثناؤه: ﴿وجزاء سيئة سيئة مثلها﴾ (الشورى: 40).

ومعلوم أن الأولى من صاحبها سيئة؛ إذ كانت منه لله معصية، وأن الأخرى عدل؛ لأنها من الله جزاء للعاصي على معصيتة، فهما وإن اتفقتا من جهة اللفظ، إلا أنهما اختلفتا من جهة المعنى. وكذلك قوله: ﴿فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه﴾ (البقرة: 194)، فالعدوان الأول ظلم، والثاني جزاء لا ظلم، بل هو عدل؛ لأنه عقوبة للظالم على ظلمه، وإن وافق لفظه لفظ الأول.



 ومن أنواع التناسب تناسب الجنس، وهو كثير في القرآن الكريم، والمراد من هذا النوع: استعمال لفظين، يجمعهما أصل واحد في اللغة، للدلالة على معنيين، ويسمى عند البلاغيين (الجناس) .



 وتناسب الجنس، إما أن يكون تناسباً بين اسم وفعل، كقوله تعالى: ﴿يمحق الله الربا ويربي الصدقات﴾ (البقرة: 276)، فالتناسب اللفظي هنا وقع بين كلمتين من أصل واحد، إحداهما: فعل، وذلك قوله تعالى: ﴿ويربي﴾ والثانية: اسم، وذلك قوله تعالى: ﴿ الربا ﴾. ومثل ذلك يقال في قوله سبحانه: ﴿ولا تزر وازرة وزر أخرى﴾ (الأنعام: 146).

فالتناسب اللفظي هنا وقع بين قوله: ﴿ تزر ﴾، وقوله: ﴿ وازرة ﴾. والأغلب في هذا النوع من التناسب أن يتقدم الفعل على الاسم، كما في الآيتين السابقتين، والأقل أن يتقدم الاسم على الفعل، كما في قوله تعالى: ﴿فطرة الله التي فطر الناس عليها﴾ (الروم: 30) .



 وإما أن يكون تناسب الجنس تناسباً بين فعلين، كقوله تعالى: ﴿وللبسنا عليهم ما يلبسون﴾ (الأنعام: 9)، وقوله سبحانه: ﴿فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم﴾ (الصف: 5) .



 وإما أن يكون التناسب بين اسمين، كقوله تعالى: ﴿والقناطير المقنطرة﴾ (آل عمران: 14)، وقوله سبحانه: ﴿أفمن يهدي إلى الحق أحق﴾ (يونس: 35) .



 وهذا النوع من التناسب اللفظي فيه من الحلاوة والعذوبة وله من الوقع في نفس القارئ ما لا يخفى.



 ومن أنواع التناسب اللفظي التناسب الصوتي، وهذا النوع من التناسب يكون بين كلمتين لا يجمعهما أصل لغوي واحد، وإنما الذي يجمع بينهما تجانس الصوت، الذي يحسن في أذن المستمع، من أمثلة هذا النوع قوله تعالى: ﴿قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها﴾ (البقرة: 144)، فثمة تناسب صوتي بين كلمة ﴿ تقلب ﴾ وكلمة ﴿ قبلة ﴾.

ولهما وقع في أذن السامع؛ ومنه أيضاً قوله سبحانه: ﴿ يؤذون النبي ويقولون هو أذن ﴾ (التوبة: 61)، فبين قوله سبحانه: ﴿ يؤذون ﴾ وقوله: ﴿ أذن ﴾ تناسب لفظي لمن تفطن له.

ومن هذا القبيل قوله سبحانه: ﴿ذلكم بما كنتم تفرحون في الأرض بغير الحق وبما كنتم تمرحون﴾ (غافر: 75)، وقوله تعالى: ﴿وهم ينهون عنه وينأون عنه﴾ (الأنعام: 26)، وقوله عز وجل: ﴿وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا﴾ (الكهف: 104) .



ومن أنواع التناسب اللفظي المناسبة بين مطلع الآية وخاتمتها، وتظهر أهمية هذا النوع من المناسبة من جهة رد آخر الكلام على أوله، وهذا ما يسمى في الشعر بـ (رد العجز على الصدر) .



 ومن أمثلة هذا النوع قوله تعالى: ﴿فاحكم بينهم بالقسط إن الله يحب المقسطين﴾ (المائدة: 42)، فقد خُتمت الآية بلفظ (القسط) كما بُدأت به؛ ومنه قوله سبحانه: ﴿ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين﴾ (البقرة: 190).

فبدأت الآية بلفظ (الاعتداء) وخُتمت به. ومن هذا القبيل قوله سبحانه: ﴿وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا﴾ (النساء: 81)، وقوله تعالى: ﴿ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين﴾ (الأعراف: 89) ونحو ذلك كثير.



 ويشار هنا إلى أن هذا النوع من التناسب قد يقع أيضاً بين آية وأخرى، أو بين بداية السورة ونهايتها، وتفصيل القول فيه ليس هذا مكانه.



 ومن أنواع التناسب اللفظي التصوير البياني، ومعناه أن تكون هناك وحدة بين أجزاء الصورة البيانية، فلا تتنافر جزئياتها، بل تكون متآلفة غاية الائتلاف، ومنسجمة نهاية الانسجام.



 ومن أمثلة هذا النوع من التناسب، قوله تعالى: ﴿هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور﴾ (الملك: 15)، فقوله سبحانه: ﴿ذلولا﴾ تصوير للأرض التي تسبح في الفضاء، والإنسان راكب على ظهرها، في صورة حيوان مركوب، مطيع لراكبه، خاضع لإرادته وحاجته.

وقوله تعالى: ﴿فامشوا في مناكبها﴾ تعبير مناسب لهذه الصورة، و(المنكب):  مجتمع رأس الكتف والعضد، والمراد: فامشوا في أنحائها، ولو قيل: (فامشوا في أنحائها) لما كان مناسباً، ولفاتت وحدة الصورة، وبعُد تناسب أجزائها.



وعلى هذا النحو قوله سبحانه: ﴿بل جاءهم بالحق وأكثرهم للحق كارهون * ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السماوات والأرض﴾ (المؤمنون: 70- 71)، على رأي من قال من المفسرين: إن الحق هو الله، فتكون الآية واردة على أسلوب المشاكلة، الذي يحفظ وحدة نسق العبارة، ويزيد من جمالها ووقعها.



وكذلك قوله تعالى: ﴿لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير * قد جاءكم بصائر من ربكم فمن أبصر فلنفسه﴾ (الأنعام: 103- 104).

فالمراد من الآية أن الله سبحانه يدرك الأشياء كلها، دقَّها وجلَّها، واللفظ القرآني يؤدي هذا المعنى بطريقة جمعت بين وضوح الدلالة، وجمال العبارة، ومرجع ذلك تلك المشاكلة اللفظية.



ولا بأس من الإشارة هنا إلى أن المفسرين قد اعتنوا بجانب التناسب اللفظي، كل منهم بقدر، وأكثر من نبه عليه من المتقدمين القرطبي و أبو حيان الأندلسي، ومن المتأخرين الآلوسي و ابن عاشور.



أخيراً، فإن التناسب اللفظي في القرآن لا يطلب لذاته بل لما ورائه من معنى؛ إذ هو الأساس والمقصود، والميزة التي انفرد بها القرآن، أنه استعمل هذه الأنواع التعبيرية، لإيصال المعاني المطلوبة، فجمع بين الوفاء بحق اللفظ والمعنى على حد سواء.




أين مصحفي !؟

كثيراً ما تتسائل أين هاتفي ..؟؟

كثيراً ما ترجع إلى البيت بسرعه لإستعادته .. 

كثيراً ما تطالع شاشته بسبب أو بدون سبب

ولكن .
......
هل تساءلت يوما ماذا كان سيحصل لو تعاملنا مع القرآن


مثل ما نتعامل مع هواتفنا النقالة ؟


ماذا لو حملناه معنا أينما نذهب... في حقائبنا وجيوبنا ؟


ماذا لو قلبنا في صفحاته عدة مرات في اليوم ؟


ماذا لو عدنا لاحضاره في حال نسيناه ؟


ماذا لو استخدمناه للحصول على الرسائل النصية ؟


ماذا لو عاملناه كما لو اننا لا نستطيع العيش بدونه ؟


ماذا لو اعطيناه لأطفالنا كهدية ؟


ماذا لو استخدمناه عند السفر ؟


ماذا لو لجأنا إليه بإستمرار ؟


هذا امر يجعلك تتسائل......أين هو مصحفي !!؟


وايضا...على عكس هاتفك...


لا داعي لأن تخاف على قرآنك من الإنقطاع


توقف للحظة وفكر .... ماهي أولوياتك ؟؟


(وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ..


يارب إن قومي إتخذوا هذا القرآن مهجورآ )


وافعل ما ترى إن الله يريد منك فعله .......

اللهم اجعل القرآن الكريم ربيع قوبنا ونور صدورنا وجلاء حزننا وهمومنا

صورة


صورة جميلة كتير كتير كتير لرجل مبدع في الرسم على الأرض والجدران 
شو رايكم في رسمة السفرة هادي والله مبينه كأنها حقيقة

حكمة وموعظة


قال ابن عباس رضي الله عنهما: "لأن أعول أهل بيت من المسلمين شهرًا أو جمعة، أو ما شاء الله، أحبّ إليّ من حجة بعد حجة".

كلمة الحق


كلمة الحق
الكاتب : أحمد محمد شاكر


ما أَقلَّ ما قلنا (كلمةَ الحقِّ) في مواقف الرِّجال، وما أكثر ما قصَّرنا في ذلك، إن لم يكن خوفًا فضعفًا، ونستغفر الله، وأَرى أَنْ قد آن الأوان لنقولها ما استطعنا؛ كفَّارةً عما سَلَف من تقصيرٍ، وعما أَسْلَفْتُ من الذُّنوب، ليس لها إلَّا عفوُ الله ورحمته، والعمر يجري بنا سريعًا، والحياة توشك أن تبلغ منتهاها.

وأَرى أنْ قد آنَ الأوانُ لنقولها ما استطعنا، وبلادُنا، وبلاد الإسلام تنحدر في مجرى السَّيْل، إلى هُوَّة لا قرار لها، هُوَّةِ الإلحاد والإباحية والانحلال، فإن لم نقف منهم موقف النَّذير، وإن لم نأخذ بحُجَزِهم عن النَّار انحدرنا معهم، وأصابنا من عَقابيل ذلك ما يصيبهم، وكان علينا من الإثم أضعاف ما حُمِّلوا.

ذلك بأنَّ الله أخذ علينا الميثاق {لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ} [آل عمران: 187].

وذلك بأن ضرب لنا المثل بأَشقى الأُمم {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ ﴿78﴾ كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ ۚ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} [المائدة: 78-79].

وذلك بأن الله وصفنا معشرَ المسلمين بأنَّنا خيرُ الأمم: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ} [آل عمران: 110].

فإن فقدنا ما جعلنا الله به خير الأُمم، كنَّا كمَثَل أشقاها، وليس من منزلةٍ هناك بينهما.

وذلك بأنَّ الله يقول: {الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّـهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّـهَ ۗ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ حَسِيبًا} [الأحزاب: 39] .

وذلك بأنَّ الرَّسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: «لا يمنعنَّ رجلًا هيبة النَّاس أن يقول بحقٍّ إذا رآه أو شهده فإنَّه لا يقرب من أجلٍ ولا يباعد من رزقٍ أو يقول بحقٍّ أو يذكر بعظيمٍ» [صحَّحه الألباني 1/324 في السِّلسلة الصَّحيحة].

نريد أن نقول (كلمة الحقِّ) في شؤون المسلمين كلِّها، نريد أن ننافح عن الإسلام ما استطعنا، بالقول الفصل، والكلمة الصَّريحة، لا نخشى أحداً إلَّا الله؛ إذ نقول ما نقول في حدود ما أنزل الله لنا به، بل ما أوجب عليه أن نقوله، بهدي كتاب ربِّنا وسنَّة رسوله.

نريد أَن نحارب الوثنيَّة الحديثة والشِّرك الحديث، اللذيْن شاعا في بلادنا وفي أكثر بلاد الإسلام، تقليدًا لأُوربة الوثنيَّة الملحدة، كما حارب سلفنا الصَّالح الوثنيَّة القديمة والشِّرك القديم.

نريد أن ننافح عن القرآن، وقد اعتاد ناس أن يلعبوا بكتاب الله بين أَظهرنا، فمن متأوِّل لآياته غير ِمؤمنٍ به، يريد أن يَقْسِرَها على غير ما يدلُّ عليه صريح اللفظ في كلام العرب، حتَّى يوافق ما آمن به، أو ما أُشْرِبتْهُ نفسه، من عقائد أُوربة ووثنيتها وإلحادها، أو يُقَرِّبه إلى عاداتهم وآدابهم، إن كانت لهم آداب؛ ليجعل الإسلام دينًا عصريًّا في نظره ونظر ساداته الَّذين ارتضع لبانهم، أو رُبِّي في أحضانهم!!.

ومِنْ مُنكرٍ لكلّ شيء من عالم الغيب، فلا يفتأ يحاور ويداور؛ ليجعل عالم الغيب كلّه موافقًا لظواهر ما رأى من سنن الكون، إن كان يرى، أو على الأصح لما فهم أَن أُوربة ترى!! نعم، لا بأس عليه عنده أن يؤمن بشيءٍ ممَّا وراء المادة، إن أثبته السَّادة الأُوربيُّون، ولو كان من خرافات استحضار الأرواح!!

ومِنْ جاهلٍ لا يفقه في الإسلام شيئًا ثمَّ لا يستحي أن يتلاعب بقراءات القرآن وألفاظه المعجزة السَّامية, فيُكذِّب كلَّ الأئمة والحفاظ فيما حفظوا ورووا؛ تقليدًا لعصبية الإفرنج الَّتي يريدون بها أن يهدموا هذا الكتاب الَّذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه؛ ليجعلوه مثل ما لديهم من كتب.

وهكذا ما نرى وترون.

نريد أن نحفظ أعراض المسلمين، وأن نحارب ما أحدث (النّسوان) وأنصار (النّسوان) من المنكرات الإباحيَّة والمجون والفجور والدَّعارة, هؤلاء (النّسوان) الـلائي ليس لهنَّ رجال إلَّا رجال (يُشْبِهْنَ) الرجال!! هذه الحركة النِّسائيَّة الماجنة, الَّتي يتزعمها المجددون وأشباه المجددين, والمخنثون من الرجال والمترجلات من النِّساء الَّتي يهدمون بها كلَّ خلقٍ كريمٍ يتسابق أولئك وهؤلاء إلى الشَّهوات وإلى الشَّهوات فقط.

نريد أن ندعو الصَّالحين من المؤمنين والصَّالحات من المؤمنات: الَّذين بقي في نفوسهم الحفاظ والغيرة ومقومات الرُّجولة، واللاتي بقي في نفوسهنَّ الحياء والعفة والتّصوُّن إلى العمل الجدِّي الحازم على إرجاع المرأة المسلمة إلى خدرها الإسلامي المصون إلى حجابها الَّذي أمر الله به؛ طوعًا أو كرهًا.

نريد أن نثابر على ما دَعَوْنَا وندعو إليه، من العودة إلى كتاب الله وسنَّة رسوله في قضائنا كلِّه في كلِّ بلاد الإسلام، وهدم الطَّاغوت الإفرنجي الَّذي ضُرب على المسلمين في عقر دارهم في صورة قوانين، والله -تعالى- يقول: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَن يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا ﴿60﴾ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَىٰ مَا أَنزَلَ اللَّـهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودًا} [النِّساء: 60-61]، ثمَّ يقول:{فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [النِّساء: 65].

نريد أن نتحدث في السِّياسةِ العليا للأمَّة الإسلاميَّة، الَّتي تجعلهم (أمَّة واحدة)، كما وصفهم الله في كتابه، نسمو بها على بدعة القوميَّة وعلى أهواء الأحزاب.

نريد أن نُبَصِّر المسلمين وزعماءَهم بموقعهم من هذه الدُّنيا بين الأمم، وتكالب الأمم عليهم بغيًا وعَدْوًا، وعصبيةً، وكراهية الإسلام أوَّلًا وقبل كلّ شيءٍ.

نريد أن نعمل على تحرير عقول المسلمين وقلوبهم من روح التَّهتك والإباحيَّة، ومن روح التَّمرد والإلحاد، وأن نريهم أثر ذلك في أوربة وأمريكا، اللتين يقلِّدانها تقليد القردة، وأن نريهم أثر ذلك في أنفسهم وأخلاقهم ودينهم.

نريد أن نحارب النِّفاق والمجاملات الكاذبة، الَّتي اصطنعها كُتَّاب هذا العصر أو أكثرهم فيما يكتبون وينصحون! يظنُّون أنَّ هذا من حسن السِّياسة، ومن الدَّعوة إلى الحقِّ (بالحكمة والموعظة الحسنة) اللتين أمر الله بهما!.

وما كان هذا منهما قط، وإنَّما هو الضَّعف والاستخذاء والملق والحرص على عَرَض الحياة الدُّنيا.

وما نريد بهذا أن نكون سفهاء أو شتاميين أو منفِّرين، معاذ الله، و«ليس المؤمن بالطَّعَّان ولا اللعَّان ولا الفاحش ولا البذيء» [رواه التِّرمذي 1977 وصحَّحه الألباني] كما قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-.

ولكنَّا نريد أن نقول الحقّ واضحًا غير ملتوٍ، وأن نصف الأشياء بأوصافها الصَّحيحة بأحسن عبارةٍ نستطيعها، ولكنَّا نربأ بأنفسنا وبإخواننا أن نصف رجلًا يعلن عداءه للإسلام، أو يرفض شريعة الله ورسوله مثلًا بأنه (صديقنا)، والله -سبحانه- نهانا عن ذلك نهيًا حازمًا في كتابه.

ونربأ بأنفسنا أن نضعف ونستخذي؛ فنصف أمةً من الأمم تضرب المسلمين بالحديد والنَّار، وتهتك أعراضهم، وتنتهب أموالهم، بأنَّها أمَّة (صديقة) أو بأنَّها أمَّة (الحريَّة والنُّور) إذا كان من فعلها مع إخواننا أنَّها أمَّة (الاستعباد والنَّار)! وأمثال ذلك ممَّا يرى القارئ ويسمع كلّ يومٍ من علمائنا ومن كبرائنا وزعمائنا ووزرائنا، والله المستعان.

نريد أن نمهِّد للمسلمين سبيل العزَّة الَّتي جعلها الله لهم ومن حقِّهم إذا اتصفوا بما وصفهم به: أن يكونوا (مؤمنين).

نريد أن نوقظهم وندعوهم إلى دينهم بهذا الصَّوت الضَّعيف...، ولكنَّنا نرجو أن يدوِّي هذا الصَّوت الضَّعيف يوما ما؛ فيملأ العالم الإسلامي، ويبلغ أطراف الأرض، بما اعتزمنا من نيَّةٍ صادقةٍ نرجو أن تكون خالصةً لله وحده؛ جهاداً في سبيل الله، إن شاء الله.

فإن عجزنا أو ذهبنا، فلن يعدم الإسلام رجلًا أو رجالًا خيرًامنا، يرفعون هذا اللواء، فلا يزال خَفَّاقًا إلى السَّماء بإذن الله.

==============================



اختيار موقع الدُّرر السُّنِّيَّة: 
www.dorar.net


المصدر: كتاب (جمهرة مقالات العلامة الشيخ أحمد محمد شاكر)، اعتنى بها عبد الرَّحمن بن عبد العزيز العقل- دار الرياض 1426هـ، (1/421) بتصرف يسير.



-بتصرفٍ يسيرٍ-

شرح العبودية - العبودية العامة والعبودية الخاصة



العبودية العامة والعبودية الخاصة
فإذا عرف العبد أن الله ربه وخالقه، وأنه مفتقر إليه محتاج إليه -عرف العبودية المتعلقة بربوبية الله، وهذا العبد يسأل ربه.

فإذن العبودية العامة: هي العبودية المتعلقة بربوبية الله، والعبودية الخاصة: هي العبودية المتعلقة بألوهية الله. العبودية العامة هي المتعلقة بربوبية الله، وأن الله رب كل شيء وخالقه، ومليكه ومدبره.
والعبودية الخاصة: هي المتعلقة بألوهية الله، بعبادة الله وتوحيده وإخلاصه، عن طواعية واختيار، ورغبة ورهبة. نعم.

حَلقاتُ مَسَالكِ الشَّيطَان

التعريف بالشيطان وبيان سرّ عداوته لبني آدم (تلخيص للحلقات من (1 - 10)


تلخيص للحلقات من (1 - 10) من البرنامج
من هو الشيطان
 
 المشرفة على ترتيب المحاضرات: أ. علا عيسى
التعريف بحقيقة الشيطان
الشيطان في اللغة يطلق علي كل عات متمرد رافض للحق محب للباطل سواء كان من الجن أو الإنس أو الدواب وأصل اشتقاقها من الفعل شطن بمعني بعد وجاءت علي وزن فعلان صيغة المبالغة لأنه شديد البعد عن الحق وهناك شيطان من الجن ، وشيطان من الإنس ، وشيطان من الدواب
أولا الشيطان من الجن ـ من بعد عن الحق وأحب الباطل وقد حكي الله تعالي ذلك في سورة الجن مفرقا بين الجن المسلم والكافر فقال الله تعالي وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قدَدًا قال ابن عباس ومجاهد وغير واحد "كنا طرائق قدداأي منا المؤمن ومنا الكافر
وقال تعالي في آية أخرى وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُوْلَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا´وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا القاسط وهو الجائر عن الحق بخلاف المقسط فإنه العادل
ثانيا الشيطان من الإنس وقد حكي الله تعالي عن ذلك فقال جل شأنه وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ وقال تعالى "وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمينالآية كما قال تعالى"ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأوذواالآيةوقال تعالى "ما يقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك إن ربك لذو مغفرة وذو عقاب أليم".وقال ورقة بن نوفل لرسول الله صلى الله عليه وسلم ـ كما في صحيح البخاري إنه لم يأت أحد بمثل ما جئت به إلا عودي .
الحديث والشيطان كل من خرج عن نظيره بالشر ؛ ولا يعادي الرسل إلا الشياطين من هؤلاء وهؤلاء قبحهم الله ولعنهم..
الدليل من السنة علي وجود شياطين من الإنس روى ابن جرير بسنده عن أبي ذر قالأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في مجلس قد أطال فيه الجلوس قالفقال "يا أبا ذر هل صليتقلت لا يا رسول الله قال "قم فاركع ركعتينقال ثم جئت فجلست إليه فقال "يا أبا ذر هل تعوذت بالله من شياطين الجن والإنسقالقلت لا يا رسول الله وهل للإنس من شياطين؟ قال: "نعم هم شر من شياطين الجن". ذكره ابن كثير في التفسيروقد عرض عكرمة بالمختار وهو ابن أبي عبيد قبحه الله وكان يزعم أنه يأتيه الوحي وقد كانت أخته صفية تحت عبد الله بن عمر وكانت من الصالحات ولما أخبر عبد الله بن عمر أن المختار يزعم أنه يوحى إليه فقال صدق قال الله تعالى "وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم"
ثالثا الشيطان من الدواب وقد ورد في صحيح مسلم عن أبي ذر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "الكلب الأسود شيطانومعناه والله أعلم شيطان في الكلاب من ابن كثير ) . أما تعريف هذه الكلمة في الشرع فقد أطلقت علي أبو الشياطين وإمام العتاة والمتمردين إبليس اللعين نعوذ بالله منه ومن جنوده أجمعين وذلك لأنه أول من رد أمر الإله .
وقد ذكرت كلمة الشيطان في القرآن قرابة ثمان وستين مرة كلها ترمز إلي الشر وتبين عداوته لابن آدم علي صور مختلفة ـ
تارة يكون الحديث بصيغة النداء للتحذير من مكايده وذلك كما في قوله تعالي ـ
·       في سورة البقرةيَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ...وقول تعالييا أيها الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ.
·       وفي سورة النور قوله تعالييَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاء وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ "
·       وفي سورة المائدة قوله تعالي "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانِ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ "
·       وفي سورة الأعراف قوله تعالييَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانِ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ
·       وفي سورة يس قوله تعاليأَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ"
وتارة يبين القرآن حقيقة وعد الشيطان لبني آدم كما في قوله تعالي :ـ
·       وقوله تعالي الشَّيْطَانِ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء وَاللّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ...... " وقوله تعالي وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانِ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لاَ غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ فَلَمَّا تَرَاءتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لاَ تَرَوْنَ إِنِّيَ أَخَافُ اللّهَ وَاللّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ "
·       وفي سورة إبراهيم قوله تعاليوَقَالَ الشَّيْطَانِ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَآ أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ... "وقوله تعاليوَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانِ إِلاَّ غُرُورًا " .
·       وفي سورة الحشر قوله تعاليكَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ "
·       وقوله تعاليوَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانِ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانِ إِلاَّ غُرُورًا "
·       في سورة لقمان قوله تعاليوَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانِ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ "
وتارة يذكر القرآن عداوة الشيطان لبني آدم في عديد من الآيات منها قوله تعالي:-
وَمِنَ الأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشًا كُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ"
·       وقوله قَالَ يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانِ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ
·       وفي سورة الفرقان قوله تعالىلَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشَّيْطَانِ لِلإِنسَانِ خَذُولا وقوله ......"وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانِ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانِ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا
·       وفي سورة القصص قوله تعاليوَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ "
·       وفي سورة فاطر قوله تعاليإِنَّ الشَّيْطَانِ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ
وتارة يبين القرآن طريقة خداعه لبني آدم بأن يزين لهم أعمالهم صالحة كانت أو فاسدة كما في قوله تعالي ـ
تَاللّهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانِ أَعْمَالَهُمْ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ"
·       وفي سورة العنكبوت قوله تعالىوَعَادًا وَثَمُودَ وَقَد تَّبَيَّنَ لَكُم مِّن مَّسَاكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانِ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ "
وتارة يبين القرآن مسلكا آخر من مسالكه إلي بني آدم وهو نسيان ما أمروا به كما في قوله تعالي:-
وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانِ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ"
وتارة يبين القرآن مسلكا آخر من مسالكه إلي بني آدم وهو النزغ فيما بينهم كما في قوله تعالي:-
وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بَي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاء بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ مِن بَعْدِ أَن نَّزغَ الشَّيْطَانِ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاء إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ "
·       وفي سورة فصلت قوله تعاليوَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ " ...وقوله تعاليفَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ.
وتارة يبين القرآن مسلكا آخر من مسالكه إلي بني آدم وهو تخويفهم من المستقبل وما شابه ذلك
 " إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانِ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ "
·       وفي سورة المجادلةإِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ".
·       وفي سورة الإسراءإِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانِ لِرَبِّهِ كَفُورًا".
·       وفي سورة سورة مريميَا أَبَتِ لا تَعْبُدِ الشَّيْطَانِ إِنَّ الشَّيْطَانِ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّ".
 
 
التعريف بمسالك الشيطان

يقول الحق سبحانه وتعالي في محكم آياته محذرا أمته من هذا العدو " إِنَّ الشَّيْطَانِ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ "
ويقول جل شأنه " يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانِ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ".
ويقول جل شأنه " يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ "
ويقول جل شأنه يا أيها الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ"
ويقول جل شأنه " الشَّيْطَانِ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء وَاللّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ".
ويقول جل شأنهيقول الله سبحانه وتعالييَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ الَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآَهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ
 
استوقفتني الآية الكريمة طويلا أتأمل !! الله عز وجل يؤكد للناس أن وعده حق وهذا أمر لا يحتاج إلي توكيد لكن لماذا أكد الله الأمر ؟؟؟؟ أكد الله الأمر لأنه يخاطب فئة معينة .... فئة ضالة الطريق .... فئة اغترت بنفسها وظنت أنه ليس في الأرض أقوي منها مع أنها ضعيفة لكن من يقنع هذه الفئة ؟؟؟؟؟ انظر مثلا قول الله تعالي " فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ (13) إِذْ جَاءَتْهُمُ الرُّسُلُ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ قَالُوا لَوْ شَاءَ رَبُّنَا لَأَنْزَلَ مَلَائِكَةً فَإِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ (14) فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآَيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (15) فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنْصَرُونَ (16) سورة فصلت
 وفي موضع آخر يحكي ربنا نهايتهم بصورة أخري اسمع معي وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ (6) سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ (7) فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ الصرصر شديدة الصوت مع شدة البرد عاتية قوية شديدة جدا حسوما أي متتابعة لحسم الموقف ـــ أعجاز نخل خاوية تشبيه لحالهم 

وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (17) وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (18) وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (19) حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ قوله تعالي " استحبوا العمي علي الهدى " استعارة تصريحية شبه الكفر بالعمي والإيمان بالهدى 
ثم تأتي الآية الثانية لتبين السبب الذي وضع هؤلاء الناس في هذا المأزق الخطير قال تعالي " إِنَّالشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ " تأمل الآية الله تعالي يبين أن الشيطان لنا عدو ليس هذا فحسب إنما يأمرنا أن نتخذه كذلك عدوا فنحاربه لأننا لو لم نحاربه سوف يقضي علينا 
 
وقد ذكرت كلمة الشيطان في القرآن قرابة ثمان وستين مرة كلها ترمز إلي الشر وتبين عداوته لابن آدم
 
علي صور مختلفة ـ
1.      تارة يكون الحديث بصيغة للتحذير من مكايده.
2.      وتارة يبين القرآن حقيقة وعد الشيطان لبني آدم.
3.      وتارة يذكر القرآن عداوة الشيطان لبني آدم.
4.      وتارة يبين القرآن طريقة خداعه لبني آدم بأن يزين لهم أعمالهم صالحة كانت أو فاسدة.
5.      وتارة يبين القرآن مسلكا من مسالكه وهو نسيان ما أمروا به .
6.      وتارة يبين القرآن مسلكا من مسالكه وهو النزع فيما بينهم .
7.      وتارة يبين القرآن مسلكا من مسالكه وهو تخويفهم من المستقبل وما شابه ذلك
 
ذكر المواضع كاملة:-
 
·       البقرة وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ
·       الأعراف وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا للملائكة اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ(12)
·       الحجر وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (26)وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ (27)وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (28)فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (29)فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (30)إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ(32)قَالَ لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (33)قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ(34)وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
·       الإسراء وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا.
·       الكهف وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا.
·       طــــــــه وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى(116)فَقُلْنَا يَا آَدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى (117)إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى (118)وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى .
·       ص إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ (71)فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (72)فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (73إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (74)قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ 

 
 مقارنات 
 
  1. إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ.
  2. إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ
  3. إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ
  4. إِلَّا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا
  5. إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ
  6. فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى
  7. إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ
  8. قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ الأعراف
  9. قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ الحجر
  10. قَالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُورً
  11. قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى طه
  12. قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ ص
 
·       وقد ذكرت لفظة إبليس في القرآن قرابة أحد عشر مرة ذكرنا منها تسع مرات في قصة آدم.
·       وإبليس وهناك مرتين ذكرت فيهما لفظة إبليس آية سورة الشعراء قول الله تعالي " و جُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ " وآية سورة سبأ قول الله تعالي " وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ ".
  
حزب الشيطان
 
يقول الحق سبحانه وتعالي في محكم آياته محذرا أمته من هذا العدو " ويقول جل شأنهيقول الله سبحانه وتعالييَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ الَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآَهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ 
 
حزب الشيطان من هم ?
 
  1. حزب الشيطان هم أهل الهوي
  2. حزب الشيطان هم أهل المعاصي
  3. حزب الشيطان هم أهل الباطل
  4. حزب الشيطان هم أهل الجهل
  5. حزب الشيطان هم أهل الجدل في الدين
  6. حزب الشيطان هم أهل الغفلة
  7.  حزب الشيطان هم أهل البطنة
  8. حزب الشيطان هم أهل النفاق.
  9. حزب الشيطان هم أهل الخلوة بغير المحارم
  10. حزب الشيطان هم أهل الفرار من الزحف
  11. حزب الشيطان هم أهل الغرور
  12. حزب الشيطان هم أهل الحسد
  13. حزب الشيطان هم أهل الحرص الفاجع علي الدنيا
  14.  حزب الشيطان هم أهل الخمور والمخدرات
 
حزب الشيطان من هم ?
 
حزب الشيطان هم أهل الهوي قال تعاليإِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ (25) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ (26)
 
حزب الشيطان هم أهل المعاصيقال تعالي"وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (115) إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا (116) إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَرِيدًا (117) لَعَنَهُ اللَّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا (118) 
حزب الشيطان هم أهل الباطل قال تعالي وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (36) وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ.

حزب الشيطان هم أهل الخمور والمخدرات يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90) إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ (91) وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ.

حزب الشيطان هم أهل الجهل قال تعالي فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ.

حزب الشيطان هم أهل الجدل في الدين قال تعالي " وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ.
 
حزب الشيطان هم أهل الغفلة قال تعالي وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ
حزب الشيطان هم أهل البطنة قال تعالي يَا بَنِي آَدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ وقال تعالي وَآَتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا (26) إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا.
حزب الشيطان هم أهل النفاققال تعالي وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آَمَنُوا قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ.
 حزب الشيطان هم أهل الخلوة بغير المحارم وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا.
حزب الشيطان هم أهل الغرور قال تعالي وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا (61) قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا (62) قَالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُورًا.
حزب الشيطان هم أهل الحسد قال تعالي فإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآَنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (98) إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (99) إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ.